دراسة جديدة أن الملل يسبب الوفاة المبكرة
دراسة جديدة تؤكد أن الملل يرفع من مخاطر الموت بسبب النوبات القلبية أو الأزمات الدماغية بنسبة كبيرة. هذه الدراسة التي أجريت في إحدى الجامعات البريطانية استمرت لفترة 25 عاما، وقد قام خلالها الباحثون بمقابلة 7524 عسكريا سابقا في المرحلة العمرية الواقعة بين 35 و 55 عاما، وسألوهم عن مستوى الملل في حياتهم. بعد ذلك تابع الباحثون تعقب تطورات حياة كل منهم حتى شهر نيسان من العام الماضي.
النساء أكثر مللا
وأشارت نتائج البحث إلى أن واحدا من كل عشرة قال إنه عانى من الملل في الشهر الماضي، بينما أصيبت النساء بالملل بنسبة الضعف مقابل الرجال. بالإضافة لذلك، أشارت المعطيات إلى أن الذين اشتغلوا بمهن أقل تعبا خلال حياتهم العملية كانوا أكثر مللا من هؤلاء الذين عملوا بمهن متعبة نسبيا. ووجد الباحثون أن المصابين بالملل كانوا أكثر عرضة للموت حتى نهاية مدة البحث بنحو 40% من الذين لم يقولوا إنهم أصيبوا بالملل.
وقال القائمون على البحث، إن من قالوا إنهم يصابون بالملل كانوا أكثر ميلا لتبني عادات صحية غير سليمة، كشرب المشروبات الكحولية والتدخين. هذا الواقع يفسر نوعا ما الوفاة المبكرة نسبيا لديهم، وعليه فإن البحث يؤكد على الصلة بين الملل والوفاة المبكرة، ولذلك فهم ينصحون المشتغلين بالمهن المملة بالحث عن مهنة أكثر حيوية.
إقض على الملل قبل أن يقضي عليك.
وتصف طبيبة في مستشفى "بيلينسون" هذا الترابط بين الملل والوفاة المبكرة بالطبيعي، وتقول إن الملل مرتبط بقلة العمل والحركة، أي قلة النشاط الرياضي المفيد صحيا، كما يتميز بالاستهلاك المبالغ به للسعرات الحرارية. هذه الأمور كلها تؤدي إلى تراجع بالوضع الصحي، وإذا أضفنا لذلك التدخين وشرب الكحول وتراجع الحالة النفسية فإن الموت يصبح أقرب من أي وقت مضى.
الشخص المحبط الذي يشعر أن لا قيمة لوجوده، سرعان ما يجد نفسه مصابا بالاكتئاب الدائم، والذي ثبت علميا أنه يسبب الأمراض العضوية، خصوصا أمراض القلب والأوعية الدموية. ولذلك فمن المفيد البحث عن أمور تشغل وقت الفراغ وتمنع الإصابة بالملل لكي لا يجد الإنسان نفسه فجأة عرضة للوفاة المبكرة بسبب أمراض كان من الممكن منعها مسبقا. من هذه الأمور الواقية من الملل، النشاط الرياضي والاجتماعي وحتى التطوعي إلا إذا وجد الشخص عملا جزئيا بأجر بسيط يستطيع من خلاله القضاء على الملل قبل أن يقضي الملل عليه.
••••••••••••••••••••• شارك الموضوع في الفيس بوك •••••••••••••••••••
تعليقات
إرسال تعليق